الحمدلله والصلاة والسلام عل رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم :-
قال الله تعالى : ( سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي بار كنا حوله لنريه من اياتنا انه هو السميع البصير).
عن إبن عباس رضي الله عنهما , عن النبي صلى الله عليه وسلم , قال : كًنت في بيت أُم هاني , بنت أبي طالب , رضي الله عنها .
ليلة الاثنين السابع والعشرين من رجب , سنة ثمانٍ من البعثة , وكان عندها فاطمة الزهراء رضي الله عنها , وعمرها تسع سنين , ولم تكن تزوجت بعلي رضي الله عنه , لانه تزوجها بالمدينة المنورة ,
وإذا بالباب قد طرقه طارق , فخرجت فاطمة لترى من بالباب ,
فرأت شخصاَ عليه الحُلى والحللُ , ولهُ جناحان أخضرانِ ,
قد سد بهما المشرقَ والمغربَ , وعلى رأسه تاجُ مرصعُ بالدر والجوهر ,
مكتوب على جبهته لا اله الا الله محمد رسول الله ,
فقالت فاطمة : ما تريدُ؟ قال أريد محمداَ صلى الله عليه وسلم , فرجعت ودخلت على رسول الله وقالت : يا أبتِ بالباب شخصٌ قد هَالني (افزعني), ما رأيت مثله ابداً .
قال لي اريدُ محمداً . فخرج النبي صلى الله عليه وسلم , فلما رآه فإذا به جبريلُ عليه السلام.
فقال الصلاة والسلام عليك يا حبيب الحق , ويا سيد الخلق .
قال : فقلتُ: يا اخي يا جبريلُ , أوحيُ انزلَ أم وعدُ حضر , أم أمرُ حدثَ؟
قال : يا حبيبي , قم وألبس ثيابكَ وسكن قلبكَ , فإنك في هذه الليلة تناجي ربكَ الذي لا تاخذهُ سنة ولا نوم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم : فلما سمعتُ كلامَ أخي جبريل عليه السلام نهضتُ قائماً فرحاً مسروراً وشددتُ على ثيابي وخرجت الى ا
فإذا بالبراق قائماً وجبريلُ يقودهُ وإذا هو دابةُ لا تشبه الدواب فوق الحمار ودون البغل
له وجهُ كوجه الادمي وجسدهُ كجسد الفرس وهو دابه خير من الدنيا وما فيها وعُرفها من اللؤلؤ الرطب
منسوج بقضبان الياقوت يلمع بالنور واذانها من الزمرد الأخضر
وعيناها مثل كوكب دُرى يوقد لها شعاع كشعاع الشمس ,
شهباء (بياضها يغلب سوادها) بلقاء , محجلة الثلاث , مُطلقة اليمين , عليها جلُ ( غطاء يلبسه الفرس يقيه البرد) مرصع بالدرّ والجوهر, لا يقدر على وصفها إلا الله تعالى , نفسها كنفس ابن آدم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم : فلما رأيتُ البراق تعجبت منهُ.
فقال جبريلُ: تقدم يا حبيب الله واركب , فتقدمتُ لأركبه , فاضطربَ كما تضطرب السمكة في الشبكة
فقال له جبريلُ: يا براق اسكن, أما تستحي أن تنفرَ من بين يدى سيد الخلقِ وحبيب الحق؟ فوَالذي خلقني وخلقكَ ما ركبك أحدٌ أكرم منهُ على الله تعالى.
فقالَ البراق : قد ركبني آدم صفوة الله , ابراهيم خليل الله .
قال جبريل: يا براق هذا حبيب الله , ورسول رب العالمين , أفضل من أهل السموات والارضين قبلتهُ الكعبة , ودينهُ الإسلام وكل الخلقِ يرجون شفاعتهُ يوم القيامة , والجنة عن يمينهِ , والنار عن يسارهِ , من صدقهُ دخل الجنة ومن كذبهُ دخلَ النار.
قال البراق: قل لصاحب الوجهِ الأنوارِ والجبين الأزهر والخد الاحمر والحوض والكوثر , والشفاعة الكبرى , أن يدخلني في شفاعته , حتى أمكنه من ظهري ويطأ على نحري , ويزداد بذلك فخري , ويكون في القيامة ذخري.
قال النبي صلى الله عليه وسلم : انتَ في شفاعتي وانتَ مطيي ( مركبي) يوم القيامة .
قال: فدنا مني فركبتهُ فسار جارياً بين السماء والارض.
فناداني جبريل: انزل يا حبيب الله هنا , فصلِّ ركعتين.
قال: فنزلتُ فصليت ركعتين وقلتُ لأخي جبريلَ : لمَ أمرتني بالصلاة هاهنا؟
قال: يا حبيب الله , هذا وادي العقيق.......
