بسم الله الرحمن الرحيم
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ
من هم المؤمنون؟
الذين صدقوا الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، وأقروا بما جاءهم به من عند الله ، وعملوا بما دعاهم إليه
قال كعب: لم يخلق الله بيده إلا ثلاثه : خلق آدم بيده ، وكتب التوراه بيده وغرس جنه عدن بيده ثم قال لها تكلمي فقالت: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ لما علمت فيها من الكرامه.
الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى نظر إلى السماء ، فأنزلت هذه الآيه ( الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ)
فجعل بعد ذلك وجهه حيث يسجد.
وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ
والذين هم عن الباطل وما يكره الله من خلقه معرضون.
وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ
والذين هم لزكاه أموالهم التي فرضها الله عليهم فيها مؤدون.
وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ
والذين هم لفروج أنفسهم ، وعنى بالفروج في هذا الموضوع فروج الرجال
إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ
إلا من أزواجهم اللاتي أحلهن الله للرجال بالنكاح أو إماءهم
فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ
فمن إلتمس لفرجه منكحا سوى زوجته وملك يمينه ، فهم العادون حدود الله المجاوزون ما أحل الله لهم إلى ما حرم عليهم ، فسمى الزاني من العادين .
وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ
أماناتهم التي ائتمنوا عليها ، وعهدهم و هو عقودهم التي عاقدوا الناس
راعون : حافظون لا يظيعون ولكنهم يوفون بذلك كله .
وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ
المقصود وقتها ، يعني الذين هم على أوقات صلاتهم يحافظون ، فلا يضيعونها ، ولا يشتغلون عنها حتى تفوتهم
أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ
هؤلاء الذين هذه صفتهم في الدنيا هم الوارثون يوم القيامه منازل أهل النار في الجنه.
عن أبي هريره قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ما منكم من أحد إلا وله منزلان : منزل في الجنه ، ومنزل في النار ، وإن مات ودخل الجنه ورث أهل الجنه منزله)) فذلك قوله : ((أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ))
الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
الفردوس تلك الحديقه غرسها الله بيده فما بلغت قال : (( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ)) ثم أمر بها تغلق، فلا ينظر فيها خلق ولا ملك مقرب ثم تفتح كل سحر فينظر فيها فيقول: ((قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ)) ثم تغلق إلى مثلها.
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ
العرب تسمي ولد الرجل ونطفته سليله وسلالته
ولقد خلقنا ابن آدم من سلاله آدم ، وهي صفه مائه وآدم هو الطين ، لأنه خلق منه.
