بين الورودِ أسيرُ منطلقاً
متلفتاً حولي ومنبهراً
أري الفرَاشُ علي الورودِ متكئاً
والنحل يلهو مقطراً عسلاً
ورأيت ضوءاً يسرع إليا مقترباً
وأذا بوجهُك قد أنارَ الكونِ فرحاً
فتراقصتِ السماءُ مبتسمةً وأنزلت مطراً
لتلامسُ قطراتهُا تفاصيلَ وجهي مقبلةً
وهنا فتحت عيناي مستيقظاً من نومي ومبتسماً
ووجدتنَي أتذكرك وأدعو الله مبتهلاً
وبدأتُ يومي مسابقاً زمني
فالوقتُ كالسيفِ إن لم اقطّعه قطّعني
وسِرتُ متجهاً كعادتي الي عملي
وفي طريقي فجأةً...... تسمرت قدمي
ورأيتُ ما لايمكن أن يخطر علي عقلي
ففي لحظةٌ تلاقت فيها عينُكِ بعيني
ورأيتُ فيها من السحرِ ما أذهلني
أسرتني نظراتُكِ وتزايدت نبضاتُ قلبي
سبحان الخالقِ المبدع....... سبحانك ياربي
واشتعلت نار الهوي في اعماقي لتُلهبَ صدري
وانفجر من داخلي بركانَ شوقٌ اليكي
وعزمتُ خوضُ مملكتك لإرضاءِ قلبي
وبحثتُ عنها حتي اهتديتُ طريقها
قد أسُدلت علي جوانبهِ الستائرُ وأشاعَ الطريقُ بنورِها
ودُعيت للدخول فانشرح صدري بصوتِها
ونظرتُ حولي وجدتُ في كل مكانِ صورها
فها هي تفرح
وهذه تمرح
وتلك هناك تعلو بها ضحكاتها
ورأيتُ زهرةٌ تبكي وحيدة، لما رأتني تشكو إليا بعدها
وتعلّقت بيداي وتشبست عندما عَلمت ذهابي لها
ورأيتُ لؤلؤ ويَاقوت وجوهر يرسو علي ضفات نهرها
ورأيتُ من بعيد قصرها
ورأيتهـَــــــــــا
فطارَ قلبي قبل عيني وعقلي وأسرع يتوددُ لها
فهرولت قدماي في سرعة واستوقفتني عندها
ووقفت مقترباً أتنفسُ عبيرُ أنفاسِها
ما أجملِك ملكةٌ متوجةٌ تجلس بإعلي عرشِها
ممدتُ يداي أبعثُ الزهرةَ لها
وفجأة........
أنبتت الزهرةُ ألف زهرةً بل ألف ألف زهرةً
فورَ ملامسة خدها
وارتُسِمت البسمةُ فوق شفتاها
وتناغمت كلماتهُا كسيِمفونيةٍ ما أحلاها
كانت تقول خذني أليكَ حبيبي لا تترك يدي
فلن أقبلَ ببعُدك ولو ملكتُ الأرضَ بسماها
تهللت أساريري واحتضنت يدي يداها
وأخذتُها أطيرُ بها ألي مملكة عشقُنا
وهناك فتحتُ قلبي أمَام عيناها
أنظَرتُها ما يحتوي
أنظَرتُها مكان بيتِها وسُكناها
فقبلتني وقامت تجري بين الزروعِ
فوجدتَني أرفعُ يدي داعياً ربي
اللهُمَ لا تحكم عليا
ف ر ق ا ه ا ( فرقاها )